لم تعرف البشرية فى كل تاريخها الطويل شهداءَ كشهداء المسيحية . ولا تعذ يباً كالذى ناله الذين التصقوا باسم ربنا يسوع المسيح له المجد .
وما عرفت صليبا كصليب حمله السيد المسيح له المجد ثم حمله المسيحيون من بعده طول الحياة .
فالمسيحيون فى عصور عديدة " تجربوا فى هُزء وجلد ثم فى قيود أيضا وحبس . رُجموا نُشروا جُربوا ماتوا قتلاً بالسيف طافوا فى جلود غنم وجلود معزى معتازين مذُلين ، وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم " ( عبرانيين 11 : 36 – 38 )
شهداؤنا تعدادهم لا يُحصى وحماستهم وشجاعتهم وإيمانهم لا يوصف ، وفرحهم بإلاستشهاد لا ُيقدر ، كانوا يعانقون الموت فى بهجة أذهلت معذبيهم ومضطهديهم حتى إنبهر نيرون ودومتيان من هؤلاء المسيحيين الذين يقابلون العذاب بالابتسام ... يشجعهم الكتاب المقدس " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر . بل أريكم ممن تخافون ، خافوا من الذى بعدما يقتل له سلطان أن يلقى في جهنم ، نعم أقول لكم من هذا خافوا " ( لوقا 12 : 4 ،5 ).
الذين يقرأون التاريخ بإمعان فيحيون مع هؤلاء الشهداء فى أفكارهم ويُحلقون معهم فى سمائهم ، يُدركون ذلك التيار الجارف فى مشاعر الحب والاخلاص لمسيحهم .
قيل عن القديس إندراوس الرسول مثلاً إن بعد ما صلبوه حدثت زلزلة عظيمة فهرب صالبوه ، وجاء المسيحيون لينزلوه عن الصليب . أما هو فعانق الصليب قائلاً إتركونى فشهوة قلبى أن أصلب كسيدى ، حقاً قال القديس بولس الرسول " اخرون عُذبوا ولم يقبلوا النجاة لكى ينالوا قيامة أفضل " ( عبرانيين 11 : 35 ) وإمتلأت الارض من دماء القديسين ، حتى إن القديس يوحنا الحبيب اللاهوتى رأى هؤلاء الأشرار القاتلين سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع فتعجب تعجباً عظيماً ( رؤ 17 : 6 )
مصر الشهداء
وكنيستنا القبطية فى مصر ، أكثر من كل كنيسة فى العالم تُدعى أم الشهداء فقد أرسلت فى كل عصورها للسماء عديداً من الشهداء ، من عصر الامبراطورية الرومانية الوثنية إلى يومنا هذا . حتى قيل إن الايمان بالسيد المسيح إنحدرالينا عائماً على بحر من الدماء وسجل الدفنار والسنكسار شهيداً أو أكثر نعيد لذكراه فى كل يوم . فيقف الكاهن القبطى فى كل كنيسة مصرية على سطح الارض ويقرأ: فى هذا اليوم تعيد الكنيسة بعيد إستشهاد القديس " فلان "
وها اليوم ونحن على مشارف القرن الواحد والعشرين وبعدما تقدم الإنسان فى كل مكان وتَفَتَح قلبه وعقله لقبول الآخر ، وبات الإنسان يفخر بتحضره وبسلطة القانون وبحبه السلام ، وإحترام أدمية الانسان نُعيد بإستشهاد واحد وعشرون شهيداً ، وتعذيب مئات البشر رجالاً ونساءً شباباً وعذارى وأطفال .
الإستشهاد ليس بعيداً عنا
ليس بعيداً عنا هذا الاستشهاد فنحن أبناء الشهداء وقد كان الاستشهاد ولازال شهوة قلوبنا ، وقديماً طلبوا منا إما أن نترك إيماننا أو ندفع الجزية أو نُقتل شهداء ، ولم نئَن أو نحزن بل ذهبنا إلى ساحات الإستشهاد بأقدامنا وبقلوبنا ، وسالت دماء المسيحيين وملأت الأرض0 وإرتفعت أرواح أجدادنا وملأت السماء .
ولكن عجباً فقد سجل الإنجيل المقدس فى سفر الرؤيا " أن نفوس الذين قتلوا .. صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض "( رؤ 6 : 10 )
هذا الاستشهاد كان ولا يزال شهوة قلوبنا . فقد ذهب أبناء الكنيسة يوماً يعترفون باسم السيد المسيح أمام الأباطرة والولاة الذين قادوا التعذيب والقتل وقالوا لهم " إننا مسيحيون إننا مسيحيون " وإستشهدوا بفرح .
وسجل التاريخ عن الاسقف العظيم الأنبا فام أنه لبس أفخر ثيابه وذهب إلى ساحة الاستشهاد وقال لهم هو يوم فرحى ، وإشتهر قول شهداء المسيحية فى مصر حينما قالوا لقاتليهم " إضرموا النيران ونحن نعلمكم كيف يكون الإستشهاد " ولكن اليوم إذا سمعتم أصواتنا تصرخ : لماذا التعذيب والقتل ؟ لماذا التخريب والنهب ؟ لماذا الإثم والشر ؟ ذلك لأنكم تقولون اليوم عن أنفسكم أنكم محبوا السلام ،الذين قتلونا قديماً كانوا يفخرون بالسلطة والعنجهية ، ويفتخرون بالظلم والاثم،أما أنتم فلستم كذلك ، ظننا أننا نرى فيكم حب السلام حب العدل كما تقولون
منقووول
وما عرفت صليبا كصليب حمله السيد المسيح له المجد ثم حمله المسيحيون من بعده طول الحياة .
فالمسيحيون فى عصور عديدة " تجربوا فى هُزء وجلد ثم فى قيود أيضا وحبس . رُجموا نُشروا جُربوا ماتوا قتلاً بالسيف طافوا فى جلود غنم وجلود معزى معتازين مذُلين ، وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم " ( عبرانيين 11 : 36 – 38 )
شهداؤنا تعدادهم لا يُحصى وحماستهم وشجاعتهم وإيمانهم لا يوصف ، وفرحهم بإلاستشهاد لا ُيقدر ، كانوا يعانقون الموت فى بهجة أذهلت معذبيهم ومضطهديهم حتى إنبهر نيرون ودومتيان من هؤلاء المسيحيين الذين يقابلون العذاب بالابتسام ... يشجعهم الكتاب المقدس " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر . بل أريكم ممن تخافون ، خافوا من الذى بعدما يقتل له سلطان أن يلقى في جهنم ، نعم أقول لكم من هذا خافوا " ( لوقا 12 : 4 ،5 ).
الذين يقرأون التاريخ بإمعان فيحيون مع هؤلاء الشهداء فى أفكارهم ويُحلقون معهم فى سمائهم ، يُدركون ذلك التيار الجارف فى مشاعر الحب والاخلاص لمسيحهم .
قيل عن القديس إندراوس الرسول مثلاً إن بعد ما صلبوه حدثت زلزلة عظيمة فهرب صالبوه ، وجاء المسيحيون لينزلوه عن الصليب . أما هو فعانق الصليب قائلاً إتركونى فشهوة قلبى أن أصلب كسيدى ، حقاً قال القديس بولس الرسول " اخرون عُذبوا ولم يقبلوا النجاة لكى ينالوا قيامة أفضل " ( عبرانيين 11 : 35 ) وإمتلأت الارض من دماء القديسين ، حتى إن القديس يوحنا الحبيب اللاهوتى رأى هؤلاء الأشرار القاتلين سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع فتعجب تعجباً عظيماً ( رؤ 17 : 6 )
مصر الشهداء
وكنيستنا القبطية فى مصر ، أكثر من كل كنيسة فى العالم تُدعى أم الشهداء فقد أرسلت فى كل عصورها للسماء عديداً من الشهداء ، من عصر الامبراطورية الرومانية الوثنية إلى يومنا هذا . حتى قيل إن الايمان بالسيد المسيح إنحدرالينا عائماً على بحر من الدماء وسجل الدفنار والسنكسار شهيداً أو أكثر نعيد لذكراه فى كل يوم . فيقف الكاهن القبطى فى كل كنيسة مصرية على سطح الارض ويقرأ: فى هذا اليوم تعيد الكنيسة بعيد إستشهاد القديس " فلان "
وها اليوم ونحن على مشارف القرن الواحد والعشرين وبعدما تقدم الإنسان فى كل مكان وتَفَتَح قلبه وعقله لقبول الآخر ، وبات الإنسان يفخر بتحضره وبسلطة القانون وبحبه السلام ، وإحترام أدمية الانسان نُعيد بإستشهاد واحد وعشرون شهيداً ، وتعذيب مئات البشر رجالاً ونساءً شباباً وعذارى وأطفال .
الإستشهاد ليس بعيداً عنا
ليس بعيداً عنا هذا الاستشهاد فنحن أبناء الشهداء وقد كان الاستشهاد ولازال شهوة قلوبنا ، وقديماً طلبوا منا إما أن نترك إيماننا أو ندفع الجزية أو نُقتل شهداء ، ولم نئَن أو نحزن بل ذهبنا إلى ساحات الإستشهاد بأقدامنا وبقلوبنا ، وسالت دماء المسيحيين وملأت الأرض0 وإرتفعت أرواح أجدادنا وملأت السماء .
ولكن عجباً فقد سجل الإنجيل المقدس فى سفر الرؤيا " أن نفوس الذين قتلوا .. صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض "( رؤ 6 : 10 )
هذا الاستشهاد كان ولا يزال شهوة قلوبنا . فقد ذهب أبناء الكنيسة يوماً يعترفون باسم السيد المسيح أمام الأباطرة والولاة الذين قادوا التعذيب والقتل وقالوا لهم " إننا مسيحيون إننا مسيحيون " وإستشهدوا بفرح .
وسجل التاريخ عن الاسقف العظيم الأنبا فام أنه لبس أفخر ثيابه وذهب إلى ساحة الاستشهاد وقال لهم هو يوم فرحى ، وإشتهر قول شهداء المسيحية فى مصر حينما قالوا لقاتليهم " إضرموا النيران ونحن نعلمكم كيف يكون الإستشهاد " ولكن اليوم إذا سمعتم أصواتنا تصرخ : لماذا التعذيب والقتل ؟ لماذا التخريب والنهب ؟ لماذا الإثم والشر ؟ ذلك لأنكم تقولون اليوم عن أنفسكم أنكم محبوا السلام ،الذين قتلونا قديماً كانوا يفخرون بالسلطة والعنجهية ، ويفتخرون بالظلم والاثم،أما أنتم فلستم كذلك ، ظننا أننا نرى فيكم حب السلام حب العدل كما تقولون
منقووول