من أين يبدأ الفراغ 1؟
نيافة الأنبا موسى
يتصور البعض أن فترة الإجازة الصيفية هى فترة فراغ لكن الحقيقة أن الفراغ يبدأ من الداخل وليس من الخارج!! فراغ الداخل أخطر بما لا يقاس من فراغ الوقت!! والقلب المشغول يثمر ذهنا مشغولاً، ثم وقتاً مشغولاً ثم أعمالاً بناءة!! لهذا فالرب نفسه حين طلب، لم يطلب أوقاتنا بل قلوبنا، وهكذا قال: "يا أبنى أعطنى قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى"، وحينما كان داود يقرأ كلام الله، لم يكن يقرأه بالعين فقط، ولكنه كان يخبئ كلام الله فى قلبه ومن ثم استطاع أن يحتفظ بحياة مقدسة، وكانت الكلمة فى القلب، خير عاصم من الزلل!! "خبأت كلامك فى قلبى، لكى لا أخطئ إليك".
ما أخطر أن يعيش الشباب "بدون قلب"!! والقلب هنا هو ينبوع الحب، والاهتمامات والحماس القلب هو الحلم والهدف والتطلع والطموح السليم، والرؤيا المستقبلية، والحماس المتجدد!! شاب بلا حماس لا شئ، تائه وسطحى!! وما اخطر أن يحيا الإنسان بلا رسالة، وبلا هدف وبلا طريق سوف يتخبط يمنة ويسرة، وإذ يفقد البوصلة يتوه ومن يتوه يعرض نفسه حتماً للهلاك!!
هل أعطيت قلبك لله؟ وهل تشعر أن لك رسالة في الحياة؟ وأن هدفك واضح ومحدد؟ أقترح عليك مثلاً أن يكون هدفك: "أن تسعد نفسك بالله، وتسعد آخرين به" حينئذ ستكون مليئة ودافئة، فيها المشاعر وفيها الصلاة وفيها الخدمة والإحساس بالآخر، وفيها الملء والسعادة الحقة، بل - أصارحك - فيها النمو والطهارة والقداسة، فيستحيل أن تهاجم الخطيئة قلباً مملؤاً بالحب، ومشغولاً بما هو بناء ومفيد وبالعكس "فالعقل الكسلان معمل للشيطان" كما علمونا منذ الصغر!! إذن فحينما يهتف الأب الكاهن: "ارفعوا قلوبكم أو أين هى قلوبكم".
علينا أن نجيب وباستمرار واختبار وإحساس حى هى عند الرب.
ما أخطر أن يكون العقل فارغاً وبلا ثمر!! فالعقل كالمطحنة، النوع الذى تقدمه لها ستطحنه وتعطيه إياك مطحوناً إن كان قمحاً أو نوعاً آخر من الحبوب، أو حتى مجرد حصى!!
من هنا يكون للذهن المشغول، والفكر النشيط، والعقل القراء، دور هام فى تقديس الحياة وإشباعها وفى تكوين الشخصية الإنسانية لتكون "إنسانية" حقاً!!
وأقصد أن ما يميز الإنسان عن الحيوان : روح تصلى، وذهن يفكر!! أما أن يكون لنا جسد يأكل وغرائز تتحرك، فهذا نشترك فيه مع المخلوقات الادنى، لذلك طوبى للشاب القراء، لأنه سيقترب من الملء والطهارة!! ألم يقل لنا الأباء: "أتعب نفسك فى القراءة، فهى تخلصك من النجاسة.." القراءة تقوم العقل الطواف؟!!
أقرأ كثيراً فى الثقافة الكنسية والثقافة العامة التكامل شخصيتك ويمتلئ ذهنك بالمعرفة، كما امتلأ قبلاً بالنعمة، من خلال القلب المرتبط بالرب فى الإنجيل والصلاة والأسرار المقدسة.
هل يبقى بعد ذلك فراغ فى الوقت؟ لا أعتقد!! بل لعل شكواك المستمرة ستكون: "الوقت لا يكفى" ماذا أفعل؟ الالتزامات كثيرة:
التزامات روحية : فى الصلاة وقراءة الكلمة والقراءات الكنسية والثقافة الدينية وحضور القداسات والاجتماعات الروحية.
التزامات فكرية : كالقراءة العامة فى ميادين المعرفة المختلفة..
التزامات خدمة : كالإحساس بالأخر وخدمة الأحباء..
التزامات نشاطات الصيف : كالنادى الكنسى والدراسات والبحوث والمسابقات والأسرات المتنوعة: لدراسة الكتاب المقدس، أو دراسة طقوس الكنيسة أو عقائدها أو ألحانها أو اللغة القبطية... الخ.
نشاطات هوايات : كالكتابة والرسم والأشغال وتجهيز وسائل إيضاح أو هدايا وجوائز للتربية الكنسية.
الافتقاد أو خدمة القرى المجاورة، أو الأحياء الشعبية المحتاجة : وما أخطر إهمالها فهى نفوس ثمينة عند الله، وربما لا أحد يذكرها!!
فكرة التخصص فى شئ ما : كهواية فنية، أو دراسة كنسية أو كتابية، أو بحث فى موضوع معين طوال الصيف... أعرف شباباً يقرئون العهد القديم كاملاً فى الإجازة الصيفية (بواقع عشرة إصحاحات يومية).
فكرة اختبارات روحية خاصة: كحفظ المزامير... أو دراسة صلاة يسوع (الصلوات السهمية).
لا أعتقد أنك ستجد وقتاً لكل هذا ولكن... أملأ فراغك القلبى بالمسيح ثم فراغك الفكرى بالقراءة وستجد أنه ليس لديك وقت فراغ إذ أنك ستملأه قطعاً بأمور بناءة ومثمرة لمنفعتك ومنفعة أسرتك وكنيستك ووطنك.
نيافة الأنبا موسى
يتصور البعض أن فترة الإجازة الصيفية هى فترة فراغ لكن الحقيقة أن الفراغ يبدأ من الداخل وليس من الخارج!! فراغ الداخل أخطر بما لا يقاس من فراغ الوقت!! والقلب المشغول يثمر ذهنا مشغولاً، ثم وقتاً مشغولاً ثم أعمالاً بناءة!! لهذا فالرب نفسه حين طلب، لم يطلب أوقاتنا بل قلوبنا، وهكذا قال: "يا أبنى أعطنى قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى"، وحينما كان داود يقرأ كلام الله، لم يكن يقرأه بالعين فقط، ولكنه كان يخبئ كلام الله فى قلبه ومن ثم استطاع أن يحتفظ بحياة مقدسة، وكانت الكلمة فى القلب، خير عاصم من الزلل!! "خبأت كلامك فى قلبى، لكى لا أخطئ إليك".
ما أخطر أن يعيش الشباب "بدون قلب"!! والقلب هنا هو ينبوع الحب، والاهتمامات والحماس القلب هو الحلم والهدف والتطلع والطموح السليم، والرؤيا المستقبلية، والحماس المتجدد!! شاب بلا حماس لا شئ، تائه وسطحى!! وما اخطر أن يحيا الإنسان بلا رسالة، وبلا هدف وبلا طريق سوف يتخبط يمنة ويسرة، وإذ يفقد البوصلة يتوه ومن يتوه يعرض نفسه حتماً للهلاك!!
هل أعطيت قلبك لله؟ وهل تشعر أن لك رسالة في الحياة؟ وأن هدفك واضح ومحدد؟ أقترح عليك مثلاً أن يكون هدفك: "أن تسعد نفسك بالله، وتسعد آخرين به" حينئذ ستكون مليئة ودافئة، فيها المشاعر وفيها الصلاة وفيها الخدمة والإحساس بالآخر، وفيها الملء والسعادة الحقة، بل - أصارحك - فيها النمو والطهارة والقداسة، فيستحيل أن تهاجم الخطيئة قلباً مملؤاً بالحب، ومشغولاً بما هو بناء ومفيد وبالعكس "فالعقل الكسلان معمل للشيطان" كما علمونا منذ الصغر!! إذن فحينما يهتف الأب الكاهن: "ارفعوا قلوبكم أو أين هى قلوبكم".
علينا أن نجيب وباستمرار واختبار وإحساس حى هى عند الرب.
ما أخطر أن يكون العقل فارغاً وبلا ثمر!! فالعقل كالمطحنة، النوع الذى تقدمه لها ستطحنه وتعطيه إياك مطحوناً إن كان قمحاً أو نوعاً آخر من الحبوب، أو حتى مجرد حصى!!
من هنا يكون للذهن المشغول، والفكر النشيط، والعقل القراء، دور هام فى تقديس الحياة وإشباعها وفى تكوين الشخصية الإنسانية لتكون "إنسانية" حقاً!!
وأقصد أن ما يميز الإنسان عن الحيوان : روح تصلى، وذهن يفكر!! أما أن يكون لنا جسد يأكل وغرائز تتحرك، فهذا نشترك فيه مع المخلوقات الادنى، لذلك طوبى للشاب القراء، لأنه سيقترب من الملء والطهارة!! ألم يقل لنا الأباء: "أتعب نفسك فى القراءة، فهى تخلصك من النجاسة.." القراءة تقوم العقل الطواف؟!!
أقرأ كثيراً فى الثقافة الكنسية والثقافة العامة التكامل شخصيتك ويمتلئ ذهنك بالمعرفة، كما امتلأ قبلاً بالنعمة، من خلال القلب المرتبط بالرب فى الإنجيل والصلاة والأسرار المقدسة.
هل يبقى بعد ذلك فراغ فى الوقت؟ لا أعتقد!! بل لعل شكواك المستمرة ستكون: "الوقت لا يكفى" ماذا أفعل؟ الالتزامات كثيرة:
التزامات روحية : فى الصلاة وقراءة الكلمة والقراءات الكنسية والثقافة الدينية وحضور القداسات والاجتماعات الروحية.
التزامات فكرية : كالقراءة العامة فى ميادين المعرفة المختلفة..
التزامات خدمة : كالإحساس بالأخر وخدمة الأحباء..
التزامات نشاطات الصيف : كالنادى الكنسى والدراسات والبحوث والمسابقات والأسرات المتنوعة: لدراسة الكتاب المقدس، أو دراسة طقوس الكنيسة أو عقائدها أو ألحانها أو اللغة القبطية... الخ.
نشاطات هوايات : كالكتابة والرسم والأشغال وتجهيز وسائل إيضاح أو هدايا وجوائز للتربية الكنسية.
الافتقاد أو خدمة القرى المجاورة، أو الأحياء الشعبية المحتاجة : وما أخطر إهمالها فهى نفوس ثمينة عند الله، وربما لا أحد يذكرها!!
فكرة التخصص فى شئ ما : كهواية فنية، أو دراسة كنسية أو كتابية، أو بحث فى موضوع معين طوال الصيف... أعرف شباباً يقرئون العهد القديم كاملاً فى الإجازة الصيفية (بواقع عشرة إصحاحات يومية).
فكرة اختبارات روحية خاصة: كحفظ المزامير... أو دراسة صلاة يسوع (الصلوات السهمية).
لا أعتقد أنك ستجد وقتاً لكل هذا ولكن... أملأ فراغك القلبى بالمسيح ثم فراغك الفكرى بالقراءة وستجد أنه ليس لديك وقت فراغ إذ أنك ستملأه قطعاً بأمور بناءة ومثمرة لمنفعتك ومنفعة أسرتك وكنيستك ووطنك.