2 – كيرلس البطريرك الرابع والعشرون ( عمود الدين ) .
هو أبن أخت البابا ثاوفيلس ال 23 ولهذا اعتنى بتربيته وتعليمه فأدخله المدرسة اللاهوتية ، ثم أرسله إلى جبل النطرون ليتتلمذ للقديس سيرابيون فأقام عنده خمس سنوات يقرأ ويدرس الكتب الإلهية .. بعدها استدعاه خاله وبقى في قلايته يقرأ بين يديه فرسمة شماسا وكلفة بالقيام بالوعظ فحاز إعجاب سامعيه ، وكان موضوع فرح جميع الكهنة والعلماء .. فكانوا يحبون أن يسمعوه لحلاوة ألفاظه .
وبعد وفاة خاله انتخبه الشعب والأكليروس ليكون بطريركاً عليهم وتم هذا في سنه 412 م في عهد ثيودوسيوس قيصر الصغير فبدأ هذا البطريرك جهاده ضد الهراطقة واليهود المبتدعين ، وقد كتب هذا البطريرك ميامر ومقالات نافعة للكنيسة وفي ذلك الوقت ظهر نسطور بطريرك القسطنطينية المنافق والمبتدع الذي أنكر ألوهية السيد المسيح وقال أن السيدة العذراء ليست والدة الإله – وقال هي أم المسيح من حيث الناسوت ، وبهذا قسم هذا المبتدع السيد المسيح إلى شخصين معتقداً أن الطبيعة اللاهية لم تتحد بالإنسان الكامل وإنما ساعدته في حياته فقط ولما علم البابا بهذه البدعة أرسل رسالة في عيد القيامة يفند هذه البدعة فاقتنع بها كثيرون ورجعوا عن بدعتهم عدا نسطور فلم يرجع عن بدعته رغم تحذير البابا له .
وكان القديس كيرلس قد كتب بنفسه لنسطور عدة رسائل يقنعه فيها بالإقلاع عن غوايته ولكن نسطور أحتقر رسائل القديس ولم يقتنع بها .
ولما رأى القديس كيرلس أن القيصر يدافع عن نسطور ويحامي عنه كتب إليه رسالة يوضح له فيها ضلال نسطور وأيضا رسالة أخرى إلى الملكة افدوكيا .
وأرسل البابا رسالة إلى نسطور ليوضح فيها الإيمان المستقيم فرفضها .. ولما علم القيصر بهذه الرسالة وقرأها وأمر بعقد مجمع مسكوني ونادى بأن يكون هذا المجمع بمدينة أفسس سنة 431 م وعين لإفتتاحه يوم عيد العنصره .
فتجمع الأساقفة من كل مكان واتى البطريرك الإسكندري ومعه خمسون أسقفا ، وجاء نسطور الى أفسس ومع أربعون أسقفاً ، من التابعين له ، وتأخر عن الحضور نواب أسقف روما وبعد أن تأخر المجمع ستة عشر يوماً أرسلوا يعتذرون عن حضورهم وأنهم بعد خمسة أو ستة أيام يصلون ..
وكان البابا إسكندري قد أخذ تحريراً ملوكياً يأمر بعدم تأجيل العمل ( المجمع ) .. وقبل المجمع أخذ بعض الأساقفة ينصحون نسطور لكي يكف عن عناده فلم يسمع لهم .. وكان المجمع مؤلفاً من مائتي أسقف تحت رئاسة بابا الإسكندرية .. ولكن نسطور لم يحضر بحجة عدم حضور أسقف روما .. وقد قرر المجمع حرم نسطور وعزله من درجته .. وأعلن أم العذراء مريم عي والدة الإله وأن لاهوت السيد المسيح متحد بنا سوته في أقنوم الكلمة الأزلي بدون انفصال ولا امتزاج .. ولكن نسطور أصر على عناده .. وكان موافقاً له مندوب القيصر ( لأنه لم يحضر ) وبعد فترة حضر يوحنا الأنطاكي ومعه اثنان وثلاثون أسقفاً اعترضوا على قرارات المجمع وقرروا قطع البابا كيرلس وأيضا ممنون أسقف أفسس إلى أن يتوبوا ويجتمعوا ثانية وبلغوا ما قرروه .. وفي نفس الوقت وصل نواب أسقف روما فأجتمع المجمع مرة ثانية وقرأت فيه أعمال الجلسة الأولى ورسالة أسقف روما .. وقد وقع نواب أسقف روما على فقرارات الجلسة الأولى
وحكم المجمع ببراءة القديس كيرلس وممنون أسقف أفسس .. وتعين مكسيمياونوس على كرسي القسطنطينية .. وهكذا انتهى المجمع ..
وللقديس كيرلس مؤلفات كثيرة منها : تفسير لأسفار وسفر أشعياء و إنجيل يوحنا ..
كتاب ضد نسطور .
رسائل عديدة في الثالوث .
مواعظ ورسائل .
رسائل في التجسد .
وغيرها .. وينسب له القداس الكيرلسي الذي وضعه ما مرقس الرسولي الذي رتبته القديس كيرلس ..
عاش حوالي 65 سنه منها 30 سنه بطريركاً .. و تتيح بسلام في 13 بين 179 ش 44 م صلاته تكون معنا آمين
3 – ديوسقوروس 25.
البطريرك 25 الخامس والعشرون ، ارتقى الكرسي المرقسي في مسرى سنة 179 ش 444 م في ثيودوسيوس قصير الصغير .. في أيام حدث بدعة الطبيعيين .. في ذلك الوقت كان لأساقفة روما رغبة شديدة في السيادة العامة على الكنيسة المسيحية في كل العالم ..
في أيامه ظهرت بدعة أوطاخي وهو عدو لنسطور ، وكان رئيس دير في القسطنطينية .. وكان في بادئ أمره يقصد بعقيدته إزالة بدعة نسطور .
وقد طلب القيصر بعقد مجمع مسكوني في مدينة أفسس وأرسل إلى البابا ديوسقورس يطلب منه ذلك .
،وأرسل أيضاً للاون أسقف روما يقول له ( أنه عهد بفض المشاكل إلى مجمع يجتمع في مدينة أفسس تحت رئاسة البطريرك الإسكندري ) فحقد حينئذ على البطريرك الإسكندري
وأمتنع عن الحضور و أرسل نواباً عنه ( أسقف وقسي وشماس وكاتب .. ) وأرسل رسالة معهم المعروفة بطوس لاون ( طوموس : كلمة يونانية معناها كتاب أو رسالة .. )
شرح فيها رأيه في العقيدة وكانت موافقة لعقيدة نسطور .. وبدأ المجمع وكان يرأسه بابا الإسكندرية .. وحضره 130 أسقفا وقرأت رسالة القيصر ( أرسل نواباً عنه ) ، ولكن لم تقرأ رسالة لاون … ولما طلب من أوطاخي أن يوضح عقيدته أقر بها … وكانت عقيدة سليمة ( لأنه كان قد أقتنع بالعقيدة السليمة ) فلم يجد المجمع ما يوجب حرمه أو عزله .. لكن المجمع حرم فلابيانوس أسقف القسطنطينية الذي كان يعلم بطبيعيتين في المسيح بعد الاتحاد .. وكان يوافقه لاون .. و انقض المجمع وبعد فترة أنتقل ثيؤدوسيوس .. فقامت مكانه بالملك أخته بوليكاريا الراهبة التي تزوجت بقائد جيشها مركيانوس وسلمته إدارة المملكة .
وكان لاون أسقف روما قد حاول إبطال قرارات مجمع أفسس الثاني .. فلما رأى ذلك البابا ديسقوروس شرع في حرمانه وتجريده من وظيفته وجمع مجمعاً قطع فيه لاون لذلك وقبوله للهراطقة النسطوريين .
ولكن لاون سعى لعقد مجمع آخر .. منعوا فيه أساقفة مصر وديوسقورس من الحضور بل وضعوا على باب بيته حراساً حتى لا يتمكن من الخروج .. وفعلاً منعوه من الخروج .. ( مجمع خلقدوني في القسطنطينية ) وكان في المجمع بعض انساطرة الذين كانوا شهوداً زوراً على البابا ديوسقورس قدموا عرائض يطعنون فيه وحكم هذا المجمع الكاذب بتجريد البابا ديوسقورس من رتبته وأرسل الحكم إلى القيصر وزوجته وأساقفة مصر ( ولكن هذا الحكم يعتبر باطل لعدم قيامه على أسباب قانونية توجب عزل البابا .. وطبعاً رفض البابا التوقيع على هذه القرارات ولما بلغ مركيان رفض ديوسقورس التوقيع أمر بإحضاره أمامه ولما طلب منه الخضوع لكي يبقيه في مركزة قال البابا : إن القيصر لا يلزمه البحث في هذه الأمور بل ينبغي له أن ينشغل بأمور مملكته وتدبيرها ويدع الكهنة والأساقفة يبحثون في أمور الدين .. ) فقالت بوليكاريا زوجة القيصر يا ديوسقورس قد كان في زمان أبي إنسان قوى الرأي مثلك فحرم ونفى من كرسيه ( تعنى يوحنا ذهبي الفم ) فقال لها : نعم وقد علمت ما جرى لأمك وكيف ابتليت بالمرض الذي تعرفينه إلى أن مضت إلى جسد القديس يوحنا واستغفرت له فعوفيت ) فحنقت عليه ولكمته ولكونه شيخاً انقلع له ضرسان وتناولته أيدي الرجال فنتفوا اكثر لحيته .. فأخذ الضرسين وشعر لحيته وأرسلها إلى أبنائه في مصر قائلا لهم هذا ثمن جهادى . حينئذ أصدر القيصر أمراً بنفيه إلى غاغرا ( آسيا الصغرى ) ( جزيرة هنال ) .. وأستمر البابا في منفاه حتى توفى في أول توت سنة 195 سنة 457 م
وكان في منفاه يصنع الله على يديه المعجزات وكان أهل الجزيرة يعاملونه بكل احترام بعد أن كانوا يعاملونه بقسوة .. وفي حياته حاولت الحكومة أن تقيم بطريركاً مكانه إلا أن الكنيسة رفضت هذا .
ومع أن أسقف روميه تمكن بواسطة مجمع خلقيدونية من نفى خصمه .. إلا أنه لم يكن راضياً تمام الرضى على ذلك المجمع لأنه لم يتحصل على غايته التي كان يسعى إليها وهى الموافقة من الإمبراطورة أو المجمع بأولوية الكرسي الروماني على باقي الكراسي .. بل أن المجمع قرر بأن لاحق له في الأسبقية على الكنائس الشرقية .
4 – تموثاؤس الثاني – البطريرك السادس والعشرون
لما نفى القيصر البابا ديوسقورسس حاول إقامة بدلاً منه إلا أن المصريين رفضوا ذلك فأقام أنساناً رغماً عنهم يدعى بروتيريوس فوافق هذا على أعمال مجمع خلقيدونى وعلى رسالة لاون … فعقدوا مجمعاً حرموه .. لقبله مركز بطريركاً لا يزال حياً .. وكان يجمع أموال الكنائس والأديرة بالقوة .. فهجم عليه اللصوص وقتلوه وسلبوا كل الأموال ..
وقيل أن الناس أخذوا جسده وطافوا به في شوارع المدينة ثم طرحوه في النار ..
وأستمر الأساقفة الأرثوذكسيين بدون بطريرك حتى نياحته ونصبوا تموثاؤس سنة 457 م
وكان والى الإسكندرية متغيباً عنها أثناء انتخاب البطريرك فساؤه انتخاب البطريرك بدون أذنه وشرع في نفيه لولا ما عرفة في الشعب من احترام رؤسائهم ..
وأستمر البابا مجاهداً ضد أنصار المجمع الخلقيدوني وعقد مجمعاً حكم فيه بحرم المجمع الخلقدونى ورسالة لاون .
وكادت الأمور تهدأ لولا أن أسقف رومية أستمر في طغيانه وأقنع الإمبراطور بضرورة نفي بابا الإسكندرية .. فصدر الأمر بهذا بنفي البابا وأخاه اناطوليوس إلى غاغرا سنة 460 م وعين الخلقوديون غيره أسمه تموثاوس .. إلا أنه كان محباً للأرثوذكس وكان يذكر أسم البابا ديوسقورس في القداس فأحبه الشعب .. وبعد رجوع البابا من نفيه عاد تموثاوس إلى ديره بدون أى مقاومة …
وأستمر البابا منفياًُ سبع سنوات وتنيح في 7 مسرى 218 ش ، 477 م .
5 – بطرس الثالث : 27 السابع والعشرون
كان تلميذاً للبابا ديوسقورس وكان صديقاً للبابا تيموثاؤس أقيم بطريرك في توت سنة 219 ش 477 م في عهد زينزن قيصر ( الخلقيدوني ) الذي كان يكره البابا بطرس .. لذلك عين بطريرك مكانه أسمه تيموثاؤس لكنه مات بعد مدة قصيرة ( سنة 482 م ) ورشح آخر نفسه للبطريركية ( أسمه يوحنا ) … ولكن القيصر لم يوافق عليه وأمر بإعادة البابا بطرس الثالث . ( نفى خمس سنوات ) .. وبعد رجوع البابا بطرس تلقى رسالة من أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يطلب فيها أن يقبله في أمانته ، وكان أكاكيوس من أنصار مجمع خلقيدون ولكنه ندم بعد ذلك … وفعلا عقد مجمعاً في القسطنطينية عام 481 م لأجراء مراسيم الاتحاد حكم فيه على تعاليم اريوس و نسطور و اوطاخي ووافقوا على بنود كيرلس وأيدت مجامع نيقية والقسطنطينية و أفسس ورفض طومس لاون ومجمع خلقيدونى ..
وطبعاً أسقف روما لم يوافق على هذا المجمع لكونه خلقدونى .. وأستمر البابا بطرس على كرسيه ثمان سنوات وثلاثة أشهر ثم نتيح بسلام في 2 هاتور 225 ش أكتوبر سنة 490 م ( جملة رئاسته 13 عام )
6 – اثناسيوس الثاني البطريرك الثامن والعشرون
رسم عام 225 ش في كيهك ، 490 م في عهد زينون قيصر ، يلقب بالصغير تميزاً له من البابا اثناسيوس الرسولي ( الكبير ) .. كان في أيامه سلام في الكنيسة .. غير أنه ظهر بعض المعاكسات من الكنيسة الكاثوليكية التي لم يكن رؤساؤها عن محاربة بابا الإسكندرية .. وكانوا يطلبون شطب البابا ديوسقورس من بين رؤساء الأساقفة ..
أقام البابا اثناسيوس على الكرسي سبع سنين كانت خالية من الاضطراب وكانت الكنيسة سالمة من كل اضطهاد وتنيح في 20 توت 229 ش ، 497 م .
7 – يوحنا الأول البطريرك التاسع والعشرون
كان يلقب بالراهب .. رسم في 497 م ومكان معروفاً بالحكمة والتعقل وكانت الكنيسة في أيامه فى أمن وسلام واستمرت رئاسته تسع سنوات وتنيح في 507 م ، 234 ش .
ثانياً: مشاهير الكنيسة في القرن الخامس الميلادي
1 – الأنبا شنودة رئيس المتوحدين 2 – الأنبا مكاريوس أسقف أدكو
1 – الأنبا شنودة رئيس المتوحدين
ولد في أخميم بمديرية جرجا .. وكان والديه يملكان قطيع كبير من الغنم .. وكان شنودة يرافق الرعاة . وكان يصرف وقته في الحقل في الصلاة والعبادة والصوم ويترك طعامه للرعاة .. وذهب به والده إلى دير بالصحراء قرب سوهاج كان رئيسه الأنبا بيجول وطلب منه أن يضع يده عليه ليباركه فقال له ( باركني أنت لأنك ستصير أباً لجماعة كثيرة )
ونشأ شنودة نشأة صالحة واعتنى خاله ( أنبا بيجول ) بتربيته .. وصار راهباً صالحاً … حتى أصبح رئيساً للدير بعد خاله وبلغ عدد الرهبان في عهده 2200 بالدير الأبيض ( دير الأنبا شنودة ) ، 1800 راهباً بالدير الأحمر ( دير الأنبا بيشوى ) ( الأثنان في سوهاج ) .
وكان يأتي إليه أكابر الأمة ليستشيروه في أمورهم وقد أخذه البابا كيرلس معه الى مجمع أفسس المسكونى الثالث – وقيل أن أنبا شنودة دخل مرة القاعة التي كان الأساقفة يتحاورون فيها وكان في وسطهم كرسي وضع عليه الإنجيل المقدس فجاء نسطور ورفع الإنجيل عن الكرسي وجلس عليه فأغتاظ أنبا شنودة وتقدم إلى نسطور وصفعه على وجهه قائلاً لماذا تحب أن تكرم نفسك أكثر من كتاب الله … فسأل نسطور عنه وعرف أنه أحد رهبان مصر … فأحتج على وجود راهب في مجمع الأساقفة … لذلك قيل أن الأنبا كيرلس رقاه إلى الدرجة الكهنوتية .. ثم عاد إلى ديره ..
وقد وقف أيضاً مع الأنبا ديسقورس ضد الذين كانوا يهرطقون في طبيعة المسيح الواحدة المتجسدة … وللأنبا شنودة مزاعظ كثيرة ومؤلفات نفيسة . وتنيح في 17 أبيب 168 ش .
2 – الأنبا مكاريوس أسقف أدكو :
وهو من أبطال الكنيسة في ذلك القرن .. الذين دافعوا بكل قوتهم في سبيل المحافظة على الإيمان ( كان يدافع عن قضية الطبيعة الواحدة ) .. وكان يتصف بالوداعة والتواضع وقد رسم أسقفاً لأبروشية ادكو وكان عندما يصعد على المنبر ليعظ الشعب كان يشتد بكاؤه ولما سأل عن ذلك أجاب ( إني أشاهد خطايا الشعب كما ينظر الزيت في الوعاء ) وقد حضر هذا القديس مجمع أفسس مع القديس ديوسقورس ، وكان من الرافضين لمجمع خلقدوني .وطوموس لاون … وكان البابا ديوسقورس قد أقام وكيلاً له أسمه بروتيريوس .. ولكنه خان الأمانة … لينال رتبة البطريركية فوبخه الأنبا مكاريوس فأغتاظ منه بروتيريوس ودفعه بقدمه في بطنه فسقط على الأرض وتوفى في الحال بالنسبة إلى شيخوخته … وهكذا نال إكليل الشهادة .
3 – بعض المشاهير :
أشتهر هذا القرن ببعض المشاهير القديسين منهم القديس يوحنا القصير والأنبا بيشوى والأنبا موسى الأسود بركة صلاتهم تكون معنا آمين .
ثالثاً: القياصرة والولاة :
1 – اركاديوس وأضطهاد مركيان وبوليكاريا
ملك بعد ثيودسيوس على الشرق ابنه اركاديوس سنة 395 فسار على منهج أبيه وأمر أن تغلق جميع هياكل الأصنام ومنع التدين إلا بالدين المسيحي .
وأعطى القيصر للبطريرك تصريحاً ليتصرف في هياكل الأصنام فهدمت وأقيم مكانها كنائس وأمر بأن تأخذ الكنائس من الأريوسيين بعد أن حكموها نحو أربعين سنة . وأسقط من جيشه من كان أريوسيا ، وملك بعد أركاديوس ابنه ثيودوسيوس الصغير سنة 408 م وبعد موته خلفته أخته بولكاريا سنة 450 م وكانت قد نذرت الرهبنة ثم نكثت العهد وتزوجت برجل من أكابر المجلس يدعى مركياس .. وكانت تحسد باباوات الإسكندرية لمركزهم ونفوذهم .. وكانت موافقة لبابا روما أن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين وحاولا أن يرغموا البابا ديوسقورس على التسليم لهذه العقيدة الفاسدة وإلا تطرده من مركزه وتضطهد كنيسته .. وتم ذلك إذ عضدوا مجمع خلقيدون وحكموا فيه بنفيه .. وعين بطريركا ( بروتيريوس ) دخيلاً ..
2 – اضطهاد ليو ومساعده باسيلكوس وزينون :
بعد بلوكاريا جاء ليو عام 457 م كان يميل إلى ترك الحرية للمصريين فيما يختص بدينهم لولا أسقف روما الذي كان يحثه على اضطهاد ثم فشدد عليهم ونفى بطريركهم وسفك دماء ثلاثين ألفا من مسيحي الإسكندرية .. وملك بعده باسيليكوس سنة 474 م .. الذي احسن إلى الأرثوذكسيين .. وأيد الاعتراف بالطبيعة الواحدة وقرر حرم نسطور وأوطاخي .. وجلس بعده على العرش زينون الملك البار سنة 477 م وكان في بادئ الأمر خلقيدوني فنفى البابا بطرس منغوس .. ولكنه فيما بعد اعتنق مذهب الطبيعة الواحدة زز فرد البابا من منفاه .. وعقد مجمع حضره البابا بطرس واكاكيوس بطريرك القسطنطينية حكم فيه برفض أعمال مجمع خلقيدون .. وكان هذا القيصر يحمل إلى دير أبو مقار كل سنة ما يحتاج إليه من القمح وغير ذلك ..
رابعا : المجامع المقدسة :
1-مجمع أفسس المسكوني الثالث 2- مجمع افسس الثاني 449 م
1 – مجمع أفسس المسكوني الثالث
انعقد سنة 431 م بأمر ثيودوسيوس قيصر تحت رئاسة البابا كيرلس الإسكندري حضره 200 أسقف لمحاكمة نسطور الذي أنكر أن السيدة العذراء والدة الإله .. وعلم بأقنومين في السيد المسيح فحكم المجمع بحرم هذه البدعة ، وأثبت أن في السيد المسيح اقنوما واحدا وطبيعة واحدة من بعد الاتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج و لا استحالة ثم وضعوا مقدمة قانون الإيمان ) ( نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله … ) وأمروا أن يقرأها كل المسيحيين في صلواتهم .. ثم أنصرف المجمع ..
نسطور :
مولود في سوريا في بادئ أمره كان ضد الريوسيين .. ارتقى كرسى القسطنطينية .. بدعته أنه قال لا يحق أن تسمى العذراء أم الله بل والدة المسيح .. ثم قسم السيد المسيح إلى شخصين معلماً أن اللاهوت لم يتحد بالناسوت بل ساعده فقط .
وعندما سمع المؤمنين بدعته هذه قاموا ضده ونادوا بسقوطه .. وقد قاومها البابا كيرلس ( 24 ) .. وقرر حرمه .. ونفيه إلى أخميم بصعيد مصر .. وقيل أنه كسر رأسه فمات في خطيته .. ولكن أتباعه اهتموا بشر بدعته فانتشرت سنين عديدة ..
اوطاخي :
كان رئيسا لدير بالقرب من القسطنطينية به 30 راهب وكان قد قاوم نسطور وأساقفته لمجمع أفسس ولهذا أعتبر في فترة من الفترات من المدافعين عن الإيمالن ولكنه تطرف التعبير عن طبيعة المسيح فقال أن طبيعته الناسوتية اندمجت فى اللاهوتية .. فحرم هذا التعليم في مجمع أفسس الثاني سنة 494 م الذي رأسه الابا ديوسقوروس إلا أن اوطاخي اعترف بإيمان مجمع نيقيه فحل من حرمه .
2-مجمع افسس الثاني 449 م
بسبب بدعة اوطاخي رئيس دير بالقسطنطينية .. وكان معروفا بعلمه وفضله ونسكه ، وبدعته أن طبيعة المسيح الناسوتية تلاشت في طبيعته الإلهية ..
كان رئيسه الابا ديوسقوروس الاسكندري .. أما لاون أسقف روما فأرسل نيابة عنه أسقفاً وشماسا وقسا .. كما حضر نائبا عن الامبراطور ثيؤدوسيوس الصغير .. ولما طلب من اوطاخي أن يوضح عقيدته فأقر بها .. قرر المجمع أن إيمانه سليم وليس هناك ما يوجب حرمه أو عزله ( كان قد حكم عليه في مجمع مكاني ، وحرم المجمع فلابيانوس الذي كان يعلم بطبيعيتين في المسيح بعد الاتحاد .. وأقر المجمع قراراته ورفعت إلى الإمبراطور ووقع عليها وأنفض المجمع ..
3-مجمع خلقيدونيه سنة 451 م
بعد انتهاء مجمع أفسس الثاني عاد مندوبو لاون وحملوا إليه قرارات المجمع وضمنها قرار حرم وعزل فلابيانوس أسقف القطنطينية الذي كان يشاركه رأيه بخصوص طبيعتي السيد المسيح من بعد الاتحاد .. ولاشك أن هذه القرارات أغضبت لاون وحاول عقد مجمع لأستأناف قرارات مجمع افسس الثاني ..
وفي هذا الوقت مات الملك ثيؤدوسيوس دون أن يكون له نسل فتزجت أخته ( بوليكاريا ) التي كانت قد نذرت الرهبنه من احد قادة الجيشض ويدعى مركيان .. وكان ميالاً لمبادئ نسطور ..
وعقد مركيان مجمعا وأندهش البابا ديوسقورس لعدد الأساقفة الحاضرين وبدون سبب .. حاول البعض أن يستميلوه ليوافق على رسالة لاون ( طوموس لاون ) التي تثبت الطبيعيتين بعد الاتحاد فلم يوافق .. وأخذ يشرح لهمم المعتقد السليم وشبه اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح .. أنه شبه اتحاد النار بالحديد فإذا ضرب الحديد بالمطرقة فأن الحديد هو الذي يتأثر ولكن النار … وهذا تعاليم كيرلس عمود الدين .. فرفع مركيان الجلسة وتباحث مع الأساقفة المقطوعين في أمر ديوسقورس وكيفية التغلب عليه ، وأخيرا استقر الرأى على عقد مجمع .. وهكذا صدرت الأوامر الملكية بعقد مجمع في مدينة خلقيدونية بآسيا الصغرى .
وفعلا عقد المجمع ويقال أن عدد الحاضرين من الأساقفة كان عددهم 330 أسقفا .. وحضره البابا ديوسقوروس أما لاون فقد أنابل عنه أسقفين وقس ,, وحضر مركيان وبوليكاريا .. وقرأت قرارات مجمع أفسس الثاني ، وسأل البابا ديوسقوروس على عدم قراءة رسالة لاون في مجمع أفسس الثاني فقال أنه أمر بقرائتها مرتين وقال أنها تأجلت لحين قراءة رسالة الإمبراطور ثيؤدوسوس ثم لم تتل سهواً .
.. ورفعت الجلسة على أن تستأنف بعد خمسة أيام .. وعقدوا جلسة سريعة في اليوم الثالث .. ووضعوا حراسا على البيت الذي كان نازلاً فيه البابا ديسقوروس كي يمنعوه من الخروج من البيت .
وحكموا عليه غيابياً وفي غياب القضاه ونواب الملك وحكموا على البابا ديسقورس بعزله وأرسلوا إلي مركيان فحكم بنفيه الى جزيرة غاغرا بأسيا الصغرى ( بقى في نفيه خمس سنوات وأنتقل عام 457 م )
وهكذا كان مجمع خلقيدونية سبباً في إنقسام العالم المسيحي . [center]